قناة البغدادية جزء من لعبة الاحتلال
--------------------------------------------------------------------------------
الإعلام وسيلة خطيرة جدا وخاصة المرئي منه وهو سلاح ذو حدين كما يقال وقد ظل الإعلام في الدول المتقدمة دائما يتميز بدفاعه عن أوطانه وعن رموزه وكان دائما في المرصاد للمسئولين يقتفي آثارهم ويبحث عن كل صغيرة وكبيرة عنهم ويتقصى حقائقهم وربما يفضحهم من اجل مصلحة شعوبهم .. إلا الإعلام العربي وخصوصا بعض الفضائيات التي ظهرت في عصر الاحتلال عصر الأوبئة والتخلف فولد فضائيات متخلفة همها الأوحد هو جني الأرباح وابتزاز الجهات المختلفة لأجل الكسب المادي فكانت مافيا بحق وحقيق ..
ونخص بالذكر فضائية البغدادية فعندما تحاول أنت أيها المتلقي متابعة برامجها الصفراء الكالحة والتي تختفي وراء أقنعة الوطنية وتتباكى على ما يعانيه الشعب العراقي تلاحظ إن برامجها وخاصة السياسية منها كأنها سراب يحسبه الضمان ماء ..
فالمشاهد يثيره عنوان الموضوع الذي يتم مناقشته ولكنه في النهاية لا يخرج بنتيجة أبدا فهي تمارس الأسلوب التجهيلي الفارغ تارة فهي تنتمي إلى مدرسة اللاوعي واللاضمير أو تمارس الأسلوب المخابراتي حتى في طرح الأسئلة أو الاستفزاز للمشاهد بفعل ارتضاعها من ثدي الغرب فتلاحظ جليا الانفعال المصطنع من قبل مقدمي برامجها السياسية التي تجر المتابع والمتلقي إلى نهاية لا يفهم مغزاها ولا نتيجتها ولا يمكن أن تعطيه الحل أبدا فيبقى الموضوع لغزا وكأنما توحي للمتابعين أن فسر الماء بعد الجهد بالماء ..
حيث تجري لقاءات مع شخصيات ووجوه كالحة قد خبرها الشعب وعرف أنها لا تقدم له شيئا أبدا لتبقى تلف وتدور وتدس السم في العسل فتظل تستخف بعقول الناس فهي في اغلب الأحيان لا تستضيف إلا من هو طائفي أو صاحب مشروع مشبوه آو شخص مليشياوي لا يمكن أن يكون مواليا لتراب العراق بأي حال من الأحوال ..
ولكن يبقى الشعب العراقي هو الشعب الذكي والسياسي الذي يستطيع التمييز والتحليل والتقييم الصحيح فلا تنطلي عليه أكاذيب البغدادية وتمويهاتها وتخريفاتها فشتان بين الوطني الحقيقي الذي لم يكن يوما طرفا في دائرة سوء وبين من يدعي الوطنية وهو طرفا في أعلام مسيس مدفوع له الثمن من قبل الكواسج والرؤوس الكبيرة إنها مافيا فضائية البغدادية الخائنة فهي كانت ولا زالت ضمن برنامج الاحتلال وأدواته .. فإستراتيجية الاحتلال الأمريكي في العراق كانت من إحدى أساليبه وطرقه هو الإعلام الممنهج وخاصة المرئي الذي يمكن أن يؤثر على السيكولوجية أو البناء النفسي للإنسان من خلال الصورة المفتعلة والمبتذلة وكيفية نقل الحدث وكانت البغدادية إحدى وسائل الاحتلال في التأثير على ردة الفعل وامتصاص نقمة الجماهير في كثير من الأحيان وكثير من الأحداث أو إشغال الناس ولفت نظرهم والتشويش على أفكارهم وآرائهم فالبغدادية خدمت الأجندة الأمريكية وكان لها الباع الأكبر في المشروع السياسي الإعلامي لأمريكا أنها جزء من لعبتهم في العراق ..