اسكنت قلبي

اسكنت قلبي

أسكنت قلبي بصحراء متاهتها
يذري بها الريح رملا من معاناتي
فصادفته وحوش البر وافترست
ما طاب منه وداست فوق أشتاتي
فصاحت النفس ماذا حل في وطني؟
من باع منه عزيز الترب مولاتي
فجاوبتني وحوش الغاب ساخرة
حقت به آية من بين آياتِ
إذا أراد الله إهلاكا لناحية
أمضى عليها بريح صرصر عاتي
وذاك إن الذي ولُّوه أمرهم
أشرى فسادا بها توقا لدنياةِ
فأكثر القتل في أبنائها بطرا
لا يستقيم له أمر العبادات
وجاس فيها بلا ذنب ولا ترة
يستحيِّ منها النساوين النجيبات
تبَّتْ يداه وخابت فألُهُ وخسا
من طاف يعبث في أمر السموات
مهلا رويدا لمن ساءت خصائله
وساء ظنا بحكم الله والآتي
عامي البصيرة غافٍ عن تحامله
على سجال لها وقع البديهات
فقام ما قام لا يألوا لفاحشة
لم يُبقِ للخير دربا في الملمات
وساورته عتاة الجن فآستعرت
في ذاته نارُ حقدٍ للكريمات
وهالَهُ أن يرى أمٌّ ودارتها
يحيط حرمتها شوس المهمات
فأوجس الغدر في أزلامه وبغى
وأسجر الحرب مسعور التفاهات
فشاركته نفوس زادها مرضا
أذكى لها حقده نار العداوات
***
أسكنت قلبي فحامت في مخيلته
أسفار حب لها شكل السفارات
يستاف منه الهوى وحياَ يخامره
عما يجول إذا دارت مداراتي
هناك يرفل وسنانا اذا آنحطمت
خجلى قلوب وزارت عن مجاراتي
ألفيتُ نفسي عراقيا به شمم
وخالديا إذا آزدحمت خياراتي
***